شذا

عُمرٌ لن ينفى


ساعات هذا الصباح الأولى – أرشيف 2014

27 – 4 – 2014

أي شيء يـُقال عن خوف هذا الصباح الذي احتضنني بقوة دون أن يدع لي مجالاً لطمأنينة ..

كان شعور التّيه يقرّبني إلى كل ما لا أعلم ..

يباعدني عن فكرة الاقتراب منك ثانية ..

يقرّبني ..إلى الحزن على فقدك الذي لم أعلم آنذاك بأي صورة سيُزَفّ لي

كنت أدرك حينها أني آخر البشر عهداً بصوتك ..

فرجوت الله أن يعيده إلي .. حتى أكون أولهم سماعاً له ..

بعد أن سلبني غيابٌ خفيّ التفاصيل كل قوة كنت أتكئ عليها وأنا أسكن قلبك

أيقنت حينها .. كيف يضيق الأفق في قلب إنسيّ واهن ..

كيف لا تعود الأرض تتسع لأنفاس رئتي بشرٍأحاط به الفزع من كل جانب  ..

أيقنت أني كنت بك كل شيء ..

وأني بساعات هذا الصباح الأولى .. فقدتك .. وكلَّ شيء ..

أتتني كل الأحداث الأخيرة هرولة .. وما أتيتها إلا بخطوات متعثرة :

شفتاك تقبّلان عنق امرأة لم ترى في هذه الدنيا سواك ..

صوتك .. وهو ينطق إني أحبك ..

صوتك الذي افتقدته على حين غفلة .. دون أن يحملني إلى وداعه ..أو الاحتفاظ به

يا للصباح الذي حملك .. فسلبك من بين يدي دون أن أشعر

ما زلت أذكر كيف كان شغفي لساعات هذا الصباح الأولى ..

كيف كنت أنتظر عودتك “القريبة” ..

كيف كنت أنتظرها .. حتى سلبني الوقوف ببابها كل المقدرة

ما زلت أذكر كيف انتشلني صوتك من كل ذلك التيه الذي أغرقني

صوتك الذي أودعتَه في أذني في لحظة يأس آمنتُ بأنه لا منقطع ..

صوتك .. حين بث روحه في صدري ..

وأحياني .. بأغنيات عذوبته

ذاك الذي قلت لي فيه ..”أنك بخير”

صوتك الذي ما أن لامسني .. حتى ازددت وهناً على وهن تملّكني

وتناثرت كل الأحرف مبتعدة عن شفتيّ .. دون أن أملك شيئاً سوى ارتعاشهما .. خوفاً ووهناً .. وطمأنينة مضطربة..

دون أن أملك شيئاً سوى دمعٍ تساقط ..خوفاً ووهناً .. وفرحاً.. لا يليق إلا بك

دمع لا يُذرَف إلا لك ..

ابتعدت حينها عنك قليلاً .. وأخبرتك بهمس لم تسمعه ..

“بأن كلّي لك “



أضف تعليق

من أنا

شذا المويشير
البورد الكندي في طب أعصاب الكبار أتخصص في طب الأعصاب الطرفية والعضلات. كاتبة: صدر لي كتاب ذاتَ تبَصٌَر في عام ٢٠١٧.

بودكاست عزلة
الكتابة، الترجمة، السفر،التعلم و التعليم الطبي

رسائل إخبارية