شذا

عُمرٌ لن ينفى


من ضيقِ البكاء لاتساع الكتابة

المرة الأولى التي أكتب فيها ذلك، وأنا غير سعيدة لما سأكتب.

أشعر بأنّي لا أستحقك، أشعر بقلبي ينقبض بوجع لا متناهي يدفعني للإحساس بالذنب تجاه قلبك الذي أحبني

رغم كل شيء.

حقيقةً، أشعر بأن هذه الحياة لم تنصفني.

أحمل الكثير من الوجع والأحداث المفجعة التي بقيت معلّقة طويلاً في الذاكرة، سأخبرك أني لا أستطيع التخلص منها، تعود إلي في كل مرة أشعر فيها بأن روحي قد تشافت من كل شيء.

يعود كل شيء دفعة واحدة كأبشع ما يمكن، وحينها أنا أخسر نفسي من جديد.

سأخبرك بأني حاولت طويلاً، وتظاهرت كثيراً بأن كل ما حدث لن يُحدِث شيئاً سوى أنه سيقويني، كان كل شيء خلاف ذلك بعد أن تكالبت الوقائع وبتّ أشعر أن الإصرار يفتت قلبي ويمنحني المزيد من الخيبة.

الخيبة التي أحاول أن أخبئها عن كل من أحب كي يستمر المضي، وكي لا أفتضح أمر روحي المهترئة.

أشعر بسخط تجاه كل ما يحدث سواك. كَثرت الاتجاهات يا صديقي وأشعر بأن كل شيء يزداد سوءاً حتى الصبر فيّ استباح أن يخون. مرات عدة أفتش فيها عنه فأعود خاوية اليدين.

سأخبرك بأن هناك الكثير من الأفكار السوداء التي تتجول عقلي طوال الوقت، أنا حتى الآن وبعد مرور كل هذا الوقت لم أستطع كفّ تفكيري عنها، لم أملك أن ينهَهَا عقلي عن الاستلقاء في حجره.

كل شيء هنا مبعثر، ستراني وأنت تعتقد أن كل شيء على ما يرام، كل من يمر من هنا يظن الشيء ذاته.

ربما كان من الأجدر أن أدعك تستمر في هذا الاعتقاد كي لا يتبدل شيء ما في قلبك.

أحبك أكثر من أي قلب، لا يمكن لغيري أن يحبك كما أفعل.

أنت صاحب روح لن تُصنَع ثانية، كنت معي كأجمل ما يمكن أن يكون صديق ومحب منذ اللحظة الأولى، وحتى اللحظة التي يدفعني ضيق البكاء لاتساع الكتابة، وحتى آخر لحظة بعمر الحب الذي لا ينقضي.



أضف تعليق

من أنا

شذا المويشير
البورد الكندي في طب أعصاب الكبار أتخصص في طب الأعصاب الطرفية والعضلات. كاتبة: صدر لي كتاب ذاتَ تبَصٌَر في عام ٢٠١٧.

بودكاست عزلة
الكتابة، الترجمة، السفر،التعلم و التعليم الطبي

رسائل إخبارية