شذا

عُمرٌ لن ينفى


الرئيسية

  • كالحياة تُبعث من غيابها – شيء من تجارب عام

    20190419_120904

     

    لطالما شعرت أن ثمة حزن ومشاعر شتات غريبة تعتريني حين أنقطع عن الكتابة المطولة، حين لا أتمكن من استرجاع لحظات آخر عزلة استحضرت فيها صفاء ذهني وبدأت الحديث الرقيق إلى نفسي

    الالتزام بمثل هذه الممارسات يخلّف في نفسي أثراً تتسع مساحاته بصورة ربما لا أدركها حتى أفقد هذه الممارسات لمدة من الزمن.

    يشارف هذا العام على الانتهاء ومازلت أحمل مشقته دون أن يعني هذا أنه لم يهبني ما وهب في أيام مضت منه.

    إنه عام لا أظن أني أقدر على اختصاره بالكتابة الآن لما حمله من حكايات بتفاصيل لا تحصى ربما وددت لو أني لزمت الكتابة منذ أول يوم فيه، إني أكتب من فترة لأخرى عنه والكثير مما دونت احتفظت به في دفاتري حتى هذه اللحظة لأني أرى أن الكثير منه في وقت كهذا لا يجدر بي مشاركته. وددت لو التزمت بممارسة الكتابة بصورة أكبر فيه إلا أني كنت أصبت فيه بالوهن بصورة متكررة، بصورة دفنت فيها حتى معرفتي بشفاء الكتابة دون قصد مني، كان الوهن الذي تغلب صورته علي في أحوال يقيدني، ولم أعمل بصورة كافية في كل مرة على تحرير نفسي بالكتابة.

    كان عاماً كثيفاً بالغربة، مليئاً برحلات سفر ممتعة وغيرها المنهكة التي كانت تسقيني بحزنها بصورة مفرطة، مكتظاً بالوداع وبكاء خوف وتردد وشك.

    عشت فيه للمرة الأولى لوحدي لأشهر، لا أنسى اللحظات الباقية حين أقف أمام نافذة مسكني أطل على المدينة التي فتنتني ذات يوم، أقف مطلة من الدور العشرين في منتصف ليل، تتكرر على نفسي لحظات إدراك حقيقة أني أقف هنا بعيداً عن كل أمر قد ألفته في أعوامي السابقة، أبعد آلاف الأميال عن كل من أحب، أتأمل منتصف السرير الفارغ الذي تركت فيه لباس صديقي، كان هذا أقرب ما أمكنني معايشته بصورة فيزيائية من قرب، غير أنه كان في قلبي بصورة حاضرة على الدوام، أقرب من أي شيءز تبدو الأمور قابلة لخيار الصبر بصورة أكبر ةمتقبلة للنفس أكثر حين ترتسم معالم الوضوح على ما تمر به، إلا أن عامنا هذا كان ينقلنا من غرفة موصدة إلى أخرى لا نعلم ما يختبئ لنا خلف كل واحدة منها. إن فكرة عدم اليقين والشعور بأنك معلّق في ظرف ما منهك للنفس وقاصم لظهر الصبر ومحاولات التحمل.

    .

    في الوقت الذي تطل علينا الوقائع من جوانب متباينة، نشعر أننا في محاولات مستمرة لإخماد حرائق صغيرة على أمل العودة إلى شعور التوازن أو في سبيل البقاء في دائرة المألوف أو ما يقارب حدوده لنشعر بأنّا ما نزال نملك زمام الأمور ليصيّر ذلك ممارساتنا أقرب إلى شعور الراحة منه إلى التردد والشك.

    إن طبيعة الإنسان تدفعه إلى الميل إلى ما ألفته نفسه في محاولات للابتعاد عن كل ما يجعله يشعر بعدم ارتياح لمجرد أنها بقعة لم تطأها تجاربه من قبل. وفي أحوال يستمر الإنسان في مقاومة هذا التقدم بصورة تعيده للوراء وتجعل منه صورة للتعثر أكثر مما تُكسبه، إلا أن وجود أحداث تجد نفسك أمامها دون خيار اختيار الوقوف تجعل طبيعة المقاومة غير ذات قيمة حيث أنها لا تترك لك خيار الانطواء في تلك الدائرة وتلقي بك في خضم التجربة مهما كنت تشعر بعدم استعدادك لها.

    إنه فقط بعد مرور الوقت على قضائك أوقاتاً تتفاوت في التعرف والانخراط في تجارب كتلك تجد أنك قد طرقت أبواباً لم تكن لتقترب منها لولا اصطدامك بهكذا تجربة، وتدرك أن هناك متسعاً للازدياد والإزهار حتى في المحاولات التي تخلق في نفسك في بادئ أمرها غصة في حلقك ورغبة شديدة بترك كل شيء والهروبز كان هذا يحدث معي بصورة متكررة خلال العام المنصرم، كل التجارب التي لم يكن لي نصيب الولوج فيها على الصعيد العملي والشخصي من قبل قد خلّفت شيئاً مشابهاً. الشعور بالضيق وأحياناً عدم الرغبة بالاستمرار في أي شيء يرتبط بمشاعر سلبية قد تُرى بصورة مثبطة. إلا أن ما لم يكن بحسبان أفكاري وما أدركته بصورة عميقة بعد مرور عام مثقل بالتجارب الجديدة والمتفردة أنك ليس بالضرورة أن تشعر أنك على أتم الاستعداد للإقدام على أمر ما، في الحقيقة في أحوال غير قليلة قد تشعر أنك آخر من يمكنه أن يقدم صنيعاً بعينه إلا أن الانغماس في تفاصيل الحكاية يدفعك للاستمرار وتفحص جوانب جديدة أخرى ومعاينة المختلف وربما انتصرت رابحاً في لحظات.

    .

    العودة إلى صديقي أشبه بإشعال نور في قاع عتمة نفس، إنه أشبه بالحياة تبعث من غيابها.

     

  • توالت الخرائب واستدام التيه

    في قلبِ كلّ حكايةٍ مَبْكى

    في زوايا الروح بؤسٌ محض وتوقّف يطول أو يقصر

    وفي كلّ طريقٍ مفاجأةٌ وفاجعةٌ تعانقها ورغماً عنك قد تُسلَب

    ويبعد عن عزائمك المضي، ويخبو فيك نورٌ ظننتَ يوماً أنه لا ينطفئ

    تداري الحزنَ عن عينيكَ محاولاً ولا تزل تُهزم

    تتساءل عن طريقٍ توالت في الخرائب واستدام التيه حتى بدوتَ بغربةٍ مازلت تحلم في سوابقها

    ثقلٌ على صدرك وضيقٌ لا يشافيه الحديث

    تترقّب اللحظات حبلى بما يخفى وتشعر أن وهنك قد تقوّى ولا تدري إلى أين يأخذك الطريق.

  • تيه العالم أجمع

    هنا الصمت و الأحاديث التائهة في حنجرة التردد تجاه غير معلوم

    تقف قبل منتصف طريق بأميال وتصطدم بمفترق له لم يكن له من الوجود أصل

    تحدث نفسك، شارد الذهن على غير المعتاد، في معركة قاسية مع ما تعلم الآن وثمة ما يخبرك بأنه مجرد أضغاث أحلام

    الأمر لا يتوقف هنا، التبعات هائلة وتتساءل ما الحكمة

    تقف في خضمّ التيه، تذبل الساعات سريعاً وببطء

    تتأمل محاولات البطولة الساذجة على حساب ما أصابك، وأنت تدرك في قرارة نفسك أنها لن تبدّل شيئاً منه، تندهش لانجراف الكثير والانبهار بمد يد عون لا يعدو عن كونه وهم

    تصحو فجر كل يوم في خضمّ التيه، تؤدي واجباً ربما ولا تدري لو لم يزل واجبك

    تعود قبيل غروب يوم طويل

    وتصحب كم الانتظار

    يخونك حتى البكاء فلا يأتي

    تضيق حتى مساحات الأصدقاء فتوجعك الحكاية مرتين

    تتأمل سنواتك ومن بقربك، وتدرك ألا أحد يمكنه أن يعلم ما تمر به سوى من يعايش أمثال حكايتك

    لطالما علمت أن ما يشق من العمل لا يضيع هباء

    تصحو فجر كل يوم وتتساءل ما الذي تصنعه حتى الآن وكيف تستمر. إلا أنك وحتى هذه اللحظة تستمر في البقاء وفي عينيك تيه العالم أجمع

  • عزلة عالمٍ مترف

    البدايات غير اليسيرة والخوف من اللحظات التي نترقبها ولا نترقبها

    الحكاية الأولى التي تحمل الكثير من ماذا لو؟

    الارتباك الذي يصيب عقلك حين يجد نفسه أمام غير مألوف

    الانتظار الغريب على قلبك والتوق للتوقف مدة من الزمن وربما الهروب من الذي سعيت للهرب إليه يوماً

    الكثير من الأفكار التي تحاول إسكاتها تعاودك بضجيج كثيف يثقل صدرك، لا تملك قدرة الحديث عنها بصورة مرضية

    لا يبدو أن ما كان يشفيك يفعل الآن

    وتظهر الصور ضبابية بعض الشيء

    يصيبك الإنهاك، تريد الانتصار الأخير ولكنك تعلم أنه لم يحن بعد وأن كل هذا الإنهاك عليه أن يستمر وربما يصاحبه ضعفين له

    طريقك الطويل وحكايتك التي تحمل الكثير من المنعطفات المفاجئة غير المتوقعة تدفعك للتساؤل في أحوال عن حكمة بعض التفاصيل

    يصعب عليك أن تعترف حتى لنفسك، تحاول التخفي من نفسك كي لا تعرّي تلك الأفكار التي لم تكن يوماً لتكون أنت

    تتكئ على عمود إنارة بالكاد يضيء على جانب الطريق، تلتفت نحو العون المتوقع ثم تخبرك كل الأشياء من حولك أن هذا العون من الله لتأتي أنت ومن أحببت، ثم لا شيء سوى ذلك

    يحملك الليل بعتمة غموضه، تشعر بالحزن أكثر وأنت تطل على إضاءات المباني، نوافذ المساكن المجاورة تطل منها شاشات تلفاز متقلبة وأناس ابتلعتهم حوائط المنازل.

    تفضل في أحوال كثيرة البقاء منعزلاً عن هذا العالم المترف بما لا يستهويك ولا بأس من أن تشعر من وقت لآخر بأنك غريب على الكثير مما يراه حولك اعتيادي

    الحديث إلى النفس قبل أي شيء والتوقف على عتبة التأمل التي قد تصيب بحزن ذو مساحات أوسع ولا يخفى هذا إلا أنها تعين على انسجام أكبر مع ذات الإنسان وفي أحوال تدفع للانغماس في مشاعر سوداء يصعب جداً الخروج منها تمامًا كما كان الولوج

    تحمل أمنية الاطمئنان وأنت تشعر بنبضات قلبك تتسارع وبضيق يزداد حين الشهيق، وبكلمات قصيرة تمثل غصة في حلقك

    فتتنازل للبكاء

  • على مشارف المرة السادسة، أعود لقارّة المرة الأولى

    لیس بالشيء الجدید أن أودع مكانًا لیستقبلني آخر. لا أدري إن كان یجدر بي أن أقول بأني اعتدت ترك الأمكنة حتى تلك التي بقیت فیها لسنوات. أو أن الإنسان لا یعتاد ویكره في كل مرة أن یغادر المكان الذي ألفه؟ وماذا إن لم یكن قد ألفه في بادئ الأمر؟

    المرة السادسة في حیاتي التي أغادر فیها مسكنًا احتضن العدید من الذكریات ومن الأحداث التي أذكرها وقد لا أفعل أو لا أرید أن أفعل.

    المرة الأولى لا أحمل معي منها سوى كتیب صغیر كدلیل على وجودي. المرة الثانیة ربما كنت سعیدة بالرفقة والحكایة المثیرة. المرة الثالثة خلال ثواني علمت أنه علي أن أغادر هذا المكان بالرغم من كل ما كنت أملك فیه من حكایات ولا أستطیع أن أنكر أن هذا أحد المواقف المفصلیة في حیاتي. جرح كبیر خلفه إلا أنه فتح لي أبوبًا واسعة لم تكن لتتسع لها حیاتي قبل حدوثها. في تیك المرة علمت كیف علي أن أنسى وأتعایش مع فكرة الواقع كي أستمر بخیر. تلك المرة التي وجدتني للمرة الأولى أمام خیارات محدودة من جمع أكبر قدر ممكن من الذكریات المحسوسة وأعتقد أني منذ ذلك الحین تعلمت أننا لنتقدم علینا أن نتخلى عن أجزاء منا. ما زلت أذكر تلك القصص الصغیرة المصورة لأختي وهي جزء من أیام لا تنسى تلك التي حشرتها في حقیبة كبیرة ثقیلة جداً لم تتسع ولو لعشر مما أردت في محاولة للمحافظة على الشعور بأمان الانتماء بالرغم من أني أعلم أني خسرت هذا الشعور أعوامًا قبل هذه الحادثة. وهكذا أدركت أن علینا أحیانًا أن نسیر مخففین من تلك الأحمال كي نتمكن من الاستمرار. كل شيء سیبقى في أنفسنا بلا شك لكن دفع نفسك للأمام والاستمرار في لحظاتك الحاضرة قدر الإمكان والانغماس فیما تحب قدر ما تستطیع سیعین. لا بد أن یعینك. المرة الرابعة فرج وفصل جدید كانت مغادرة استحقت العناء. المرة الخامسة حكایة أخرى مع صدیق عزیز أقرب من النفس إلي.

    المرة السادسة الآن. سعینا لهذه المرة أنا وصدیقي بكل ما أوتینا فاستجاب االله.

    تبقى فكرة الانتهاء من الصفحة للانتقال لمكان آخر لتبني حكایات مختلفة تمامًا وجدیدة فكرة مربكة بالرغم من رغبة الإنسان بها وسعیه لسنوات من أجلها.

    ما یزال لیس من الیسیر أن تترك ما اعتدته كإنسان. أن تترك المألوف وتخرج عن الدائرة التي أصبحت مرتاحًا مطمئنًا فیها. ما زالت الفكرة مربكة ومخیفة یبقى ما یصنع الفارق هو تعاملك مع هذا النوع من المشاعر ولیس بالضرورة أن یكون هذا في كل الأوقات.

    وابل من المشاعر الغريبة ونحن نعمل على التخلص من ممتلكاتنا ینقص الواحد تلو الآخر حتى الیوم القریب الذي سنغلق فیه الباب ولا نعود.

    كنت أفكر كیف سأتخلص من هذا المكتب الذي أكتب فیه الآن وكم حمل من ساعات الدراسة والكتابة والتأمل. تعتریني رغبة في أحوال بالتشبث بمثل هذه الأمور لكنني وكما ذكرت أعلم أن هذا غیر ممكن وسیتلاشى الشعور كما خبا غیره مما یشابهه.

    أفكر كیف أودع من أحب وكیف ألقي السلام الأخیر. أحاول جمع الذكریات مهما صغرت مع كل من أتحدث إليه أرید لكل هذا أن یبقى معي لأني أعلم أني سأتوق قریبًا جداً ربما منذ اللحظة التي أسمع فیها دعاًء ما زلت أخطئ في كلماته أحیانًا.

    أعلم أن أمامي الكثیر من المراد وأني أعیش حلمًا وأن الحكایة ستكون لذیذة ومرة في أوقات وأنها غیر یسیرة أبداً لكن كل ما علینا دائمًا هو أن نمضي بنیة ونعمل بصدق كي نرى بین أیدینا وأمام أعیننا ما یزهر من كل هذا.

    أرید أن أكتب لكل من أحب. ما الذي یملك أن یصنعه الكاتب لیوصل ما في نفسه أفضل من الكتابة؟ في كل مرة أبدأ بكتابة الرسائل أتراجع وأعود للنقطة الأولى لأني أعلم أنني ربما سألوم الكلمات عن تقصیرها وأشعر بأنه لا شيء یمكن أن یتحدث بصورة كاملة التفاصیل عما یحدث فّي.

    على مشارف المرة السادسة أعود لقاّرة المرة الأولى.

  • ما الذي يمكن أن تقدمه لمن لم يعد يرى في زوايا الحياة بهجة؟

    أكثر ما يهوي بحاضرك إلى القاع هو التعلق بفكرة “لو” أو العودة إلى الوراء بذكرياتك التي لا تذهب بك إلى مكان محمود لروحك بل تزرع فيك السخط والحزن دون فائدة تُكتسب

    شهدت الحزن يشكّل قلباً أحببته بصورة مفجعة، يمتلئ الدمع بعينيّ كلما مر بي الحاضر الذي اختار أن يغرق فيه. يرعبك أن من ظننت أنك تدرك تفاصيله يتبدل بهيئة أقرب ما تكون بالغريبة عنك تدفعك لتتساءل: هل عرفته يوماً؟

    قد لا نكون دائماً قادرين على أن نساعد من نحب للخروج من ظلمة الحزن وزوايا الاكتئاب، ستتوجع الروح لما تشهد لكنها تبقى عاجزة عن أن تكون يداً فاعلة بالرغم من المحاولات. نحاول أن نكون أقرب ونستمر بالابتعاد ونحن نتأمل الأوجاع الذي يتركه فينا هذا الاقتراب.

    لا أسوأ من أن تنظر لمن تحب متقلباً في بحر حزن تمد يديك له كي لا يغرق أكثر ويختار أن يتركك بكل ما حملت من قلق وغربة تشعر بها كثيفة تجاهه. الغربة التي كنت تراها يوماً في كل من سواه. الغربة ذاتها التي أصبحت تعرّفه.

    تحاول أن تشير إلى طريق فتقابل بانقضاض غير متكافئ. في اللحظات التي تحاول فيها أن تكون عوناً يُقدِمُ هذا الآخر على جرّك إلى الوراء يهتف لك لتضع تلك النظارة السوداء أمام عينيك كي تشاركه ذاك السواد الذي بتّ تركض هرباً من الوقوع فيه إلا أنك قد لا تنجح في كثير من أحوال لأن الشعور بالذنب يعيدك لمن تحب فيصيبك بالهم ما آل إليه بمقاومة التغيير التي يتشبث بها

    ما الذي تصنعه حين تتقطع السبل بك لمساعدة من تحب؟ ما الذي يمكن أن تقدمه لمن لم يعد يرى في زوايا الحياة بهجة؟ ماذا تصنع حين تشعر أن الاقتراب ومحاولاتك أشبه ما تكون بشرارة أو جرعات مثبطة تعمل على أن تزرع فيك موت الحياة وتشعر بها تمتص بهجتك مع كل دقيقة اقتراب؟ ما الذي تصنعه حين تقف أمام خيار الاقتراب المثقل بالسقوط والخيبة والاندثار مقابل الابتعاد والتخلي والشعور بالذنب لأنك تقف مع آخر أو وقفت يوماً تحت مسمى حب؟

  • قراءة في كتاب brain on fire – Susan Cahalan 

     

    تقييمي للكتاب ٥/٥

    تدور أحداث الكتاب حول مدة زمنية غير يسيرة أبداً من حياتها ابتدأت بظهور بعض الأعراض عليها والتي لم يتم ربطها في البداية كجزء من سلسلة من أحداث الألم والفجيعة التي ستبدأ بالحدوث تدريجياً حتى الوصول لدرجات غير متوقعة من الحاضر مروراً بفقدان الذات و خيانة الذاكرة وتمرد العقل بصورة مفجعة لكل من حولها. 

    الكاتبة تعمل كصحفية حين بدأت الأعراض بزيارتها الواحدة تلو الأخرى وهي تتنقل من محطة للتي تليها بصورة غير مفسرة حتى نقطة لاحقة من الزمن. 

    تنميل في جهة واحدة من الجسد، مشاعر غريبة كالمرور بمواقف مألوفة جداً déjà vu وأخرى خلافها تماماً Jamais vu ، التشنج الذي أرعب صديقها وهو يراها بهلع لأول مرة بهذه الصورة وحالات النشوة والفرح ثم الولوج إلى ظلمة الحزن. التنقل من واحدة لأخرى بصورة مربكة لمن حولها. تبدلها تدريجياً من شخص لآخر وأخيراً فقدانها لمن تكون في معظم لحظات اليوم سوى في مواقف من مدة لأخرى كان ما يزال من حولها يرون أنها ما زالت موجودة. مواقف الوهم والتشكيك في كب من حولها واتهاماتها لصديقها وزوج والدتها، محاولة فرارها من السيارة التي كانت تقلها وأهلها وإخبارها لمن حولها بأنها مخطوفة. تتفاقم الحالة تتأثر حركتها يتباطأ حديثها وتفقد بريق تواصلها الاجتماعي السابق ويراها والدها تخبو كما لم يظن يوماً أو يخطر في باله أن تكون.

    يتم تنويمها بهدف العثور على تشخيص تمر بعدة أطباء تختلف الآراء وتميل بعض هذه الآراء لاحتمالية الفصام. المثير للاهتمام أن الكاتبة جمعت الأحداث في تلك المرحلة من حياتها من عدة مصادر في الوقت الذي خانتها فيها ذاكرتها ولم تعنها على استعادة ما حدث، كان الكتاب بأحداثه نتاج مذكرات والدها في تلك الفترة و من حولها من أهلها بالإضافة الى مقاطع فيديو تم تصويرها فيها خلال تواجدها في المستشفى وتنويمها في وحدة مراقبة التشنجات و الملاحظات والاستشارات المكتوبة في سجلها الطبي في المستشفى.  

    الكتاب مثير للاهتمام بصورة كبيرة جداً بالنسبة لي لأنه يتعرض للحالة مروراً بالأحداث حتى التشخيص وكون مصادره تعددت بصورة شمولية أكبر من زوايا مختلفة. وجهود الكاتبة في عرض المعلومات الطبية بصورة وافية للقارئ وشرح مبسط للشريحة التي قد لا تملك خلفية طبية جعله مميز بصورة أكبر. 

    شُخصت الكاتبة بعد عناء شديد ب anti NMDA receptor encephalitis وفي ذلك الوقت كانت الحالة معروفة في الوسط الطبي منذ مدة قصيرة ولم يمض على نشر أبحاث عنها زمن طويل. تشرح فيه الكاتبة القصة البديعة لاكتشاف هذه الحالة من أحد العلماء وفريقه الطبي وما هي الإجراءات التي تمت للوصول لاستنتاج كهذا وهذه لوحدها حادثة تستحق القراءة برأيي. ثم رحلتها مع العلاج وما حدث لها بعد ذلك. 

    هذه الحالة تصيب الإنسان بأعراض جزء من هذه الأعراض يتماشى مع أمراض في الطب النفسي والمتوقع أن هناك عدداً غير قليل من الناس قد تم عنونته بمرض نفسي بصورة خاطئة لهذا السبب. شعرت بقشعريرة تسري في بدني وأنا أتساءل مع الكاتبة عن عدد هؤلاء وكيف انتهى بهم المطاف في مصحات للصحة النفسية أو مراكز الرعاية الدائمة دون تدخلات علاجية مناسبة. 

    الكتاب يستحق القراءة، مثير للاهتمام، صادق وموجع ومرعب في أحوال. 
    إهداء الكتاب كان: 

    Dedicated to those without a diagnosis 

  • قراءة في كتاب حرب الكلب الثانية – إبراهيم نصر الله


    تقييمي للكتاب ٢.٥ من٥ 

    في الحقيقة احترت في تقييمي للكتاب كثيراً، إبراهيم نصر الله أحد الكتاب المميزين جداً بالنسبة لي وأستمتع في كل مرة أقرأ فيها له. يعود هذا إلى تفرّد أفكاره وفي الطرق المميزة وغير المتشابهة أبداً التي يقدم فيها للقارئ أفكاره هذا على الأقل في مؤلفاته التي قرأتها. على خلاف كتب أخرى لكتاب تصبح معتاداً فيها على الأسلوب المشترك في كتب كل كاتب ويزداد شعورك بالاعتياد كلما قرأت كتاباً إضافياً لذات الكاتب. 

    قبل مدة بدأت بقراءة حرب الكلب الثانية وأعتقد بأني لم أتعدى الخمسين صفحة قبل أن أقرر تركها، لم أشعر بما يحثني على القراءة أكثر ولم أجد في نفسي الرغبة لمعرفة المزيد. قبل أيام قليلة عدت لها مبتدئة قراءتها من جديد ربما ما دفعني لذلك هذه المرة فوزها بجائزة البوكر رغم أني في المعتاد لا أميل لتصنيف الكتب بهكذا طريقة. 

    تدور أحداث القصة في زمن المستقبل بسوداويته المنفرة بجشع الإنسان الذي حوّل الواقع المفترض قاتماً فاقداً لمعاني الإنسانية التي نعيشها اليوم أو جزءاً منها. يوضح بكل أسى كيف بعد أن كان يعتقد الإنسان أن خلافه ومصدر شقاءه هو اختلافه مع بني جلدته أن الحال سيكون مريراً ومؤسفاً على حد سواء حين يجد البشر من يشبههم حتى أصغر التفاصيل

    بلا شك كون أحداث الرواية تقع في المستقبل كان للخيال العلمي مكان فيها وهذا ربما له دور كبير بعدم تقبلي للكتاب. إضافة إلى أن بعض المفترضات المكتوبة بهذا الشأن شعرت أحياناً بعدم ملاءمتها مع الإطار الزمني فتجعلك في حيرة وشيء من التناقض هل نبعد عن هذا الزمن المرسوم سنوات قليلة أم بعيدة؟ 

    سأتطلع دائماً لقراءة كتب نصر الله بلا شك لأني متأكدة بأنه دائماً ما ستكون هناك زاوية جديدة وفريدة يكتب منها يجعلك تتساءل في أحوال كيف خطرت له الكتابة بهذه الصورة. 

  • العاشر من نيسان: تأملات عام واختيارات الحياة

    unnamed.jpg

     

    ليلة العاشر من نَيسان

    بعيداً عن مدينتنا في حضن مدينة فاتنة

    أحببنا شوارعها، وخذلتنا بعض الشيء وأبكتنا

    وما زلنا نقف في إحدى محطات انتظارها على أمل.

    إن ما يحدث في عام حين يفتش الإنسان ذاكرته ويقلّب الحكايات التي كان جزءاً صامداً فيها يصاب بالدهشة لغرابة شعور مرور زمن كعام حين يبدو كأنما حمل أعواماً فيه من الأحداث، حين ينقلنا من نقطة لثانية على الضفة الأخرى

    حين يجعلنا نتساءل كيف لعام واحد أن يكون عنواناً لآلاف الأحاديث ولغرابة المواقف، عنواناً لتقلبات المشاعر والتواجد في أماكن متناقضة ومتنافرة؟ كيف يكون عنواناً لتحقيق حلم وخسارة آخر؟ كيف يكون عنواناً لشفاء ولخطوات حب أكبر؟

    إننا حين نختار من بين كل الخيارات المتاحة لنا في هذه الحياة فإننا نختار طبيعة الطريق الذي سنمضي به إلى حد ما. طبيعة المشاكل التي سنواجهها وإن لم نفضل المرور بها لذاتها إلا أن حقيقة المرور تتطلب مواجهة هذه المشاكل المعنونة بالطريق المختار.

    إننا ننتقل من حل مشكلة لأخرى، نحمل معنا لذة الانتهاء من واحدة للانتقال لثانية بتردد وخوف. إننا في خضم الأحداث وتغلّب المشاعر حين نشعر بأنها تغرقنا قد نتراجع ونعود أدراجنا وتملؤنا الرغبة بالبقاء في المنطقة ما بين مشكلتين، بعد حل الأخيرة وقبل الولوج فيما يليها لأنها بلا شك ستكون حينها وحدها هي منطقة الراحة التي نتنعم بها ولأننا بشر ننسى أو نتناسى أن هذا المكان ذاته خلق فينا بالأمس الرغبى بالهروب والانغماس في مشاعر عدم الاعتياد والخروج من منطقة الراحة.

     

    أحياناً لا نعي أو نتغافل عن فكرة أننا نختار المشاكل التي سنواجهها باختيارنا الطريق وحين نفعل فإننا سنتعثر بصورة غير صحية وربما ننجح في أن نخطو الخطى ولكن بتثاقل شديد وبصورة مؤذية للروح إلى حد فقدان بريق السعي لأننا حينها سنرافق سوء اللوم أو التذمر أو محاولات إلقاء ما علينا على آخر رغم أننا اخترنا بداية الطريق للوصول إلى وجهة معينة فيه وربما حتى آخر نقطة فيه وهذا سيتطلب المرور بحكمة وعزم وعمل حقيقي لأن غيره لن يتعدى عن كونه أمنية في أرشيف أمنيات.

     

    أعتقد بأننا لا نستمر سوى حين تتأصل فينا الرغبة بتحقيق أمر ما بعينه ونعلم في ذات الوقت أننا سنمر بالكثير من أجله، بالكثير قبل حدوثه، وأننا قد تراودنا فكرة عندما نصل لنقطة اعتقدنا أنها الوصول أن حياتنا في نهاية المطاف عبارة عن سلسلة من مطالب النفس وسعيها، بأنها رحلة بأهداف في أوقات زمنية مختلفة تتشارك بأمر واحد يربطها بنا.

     

    كتبت لنفسي لأذكّرها بأنها اختارت الطريق وطبيعة العقبات والمشاكل التي ستجد أنها تقف أمامها وبحاجة لشجاعة كافية للإقدام على تخطيها.

    ربما أذكّر نفسي أن هذا الخوف الذي أشعر به والرغبة بالبقاء في منطقة الراحة جزء من الرحلة ولا يجدر بها أن تكون محطة وقوف طويلة.

     

    إننا بصورة مستمرة في محاولات لحل مشكلة بعد أخرى، إلا أن كل هذا من صنع الطريق الذي كان لنا أن نختار طبيعته.

     

    ربما نكون خائفين، إلا أن هذا الشعور يمضي بعد أن ننخرط في العمل على هذا الذي نخافه لنخرج بصورة أفضل ونتقدم خطوة

     

    شذا

    10 – 4 – 2018

     

  • نصائح عملية للدراسة خلال كلية الطب من خلال تجربتي

    books.jpg

    كتبت في هذه التدوينة عدد من النصائح الدراسية العملية.أتمنى أن تضيف للقارئ سواء في سنوات دراسة الكلية أو بعدها، كتبت عن الأمور التي أحدثت فارقاً بالنسبة لي وعن الأمور التي أدركتها بعد انتهائي من الكلية وعملت على تطبيقها بعد ذلك. أتمنى للجميع الفائدة:

    ١) وضع خطة واضحة لك للدراسة مع تحديد مقدار الدراسة والإبقاء على المرونة بمعنى في حال عدم التمكن من الالتزام بالخطة إعادة مراجعتها وتعديلها. وهذا ما سيحدث في أحوال وشخصيا أراه أمر طبيعي

    ٢) إذا وجدت شخص تشاركه/ تشاركينه الخطة الدراسية أمر ممتاز للتشجيع والمتابعة، لا يشترط الأمر عمل مجموعة دراسية بالنسبة لي لم أكن أستطيع الدراسة في مجموعات لكن كل إنسان وما يفضل ويرى بأن إنتاجيته تكون أعلى. في كلا الحالتين وجود شخص إضافة ممتازة لزيادة التشجيع.

    ٣) نسيان المعلومات أمر طبيعي نحن نقرأ الكثير من المعلومات لمرة واحدة وقد ننتظر من أنفسنا تذكر كل شيء وهذا غير منطقي. ما وجدته مناسب وربما بدأت تطبيقه أكثر بعد تخرجي هو القراءة من مصدر مختصر ثم الانتقال لمصدر متشعب أكثر بمعنى فهم الملخص ثم التعمق حتى لا يشعر الشخص بالتيه مع المصادر المتشعبة من البداية. هذه نصيحة أخذتها من أحد الاساتذة في الكلية ووجدتها مفيدة جداً. وأحياناً تساعدك على معرفة النقاط الأهم

    ٤) الرسم مفيد بالنسبة لي كثيراً ويساعد على الحفظ مع العلم بأنه يستغرق وقت أطول.

    ٥) أحد النصائح التي سأقوم بها لو عدت لمقاعد الدراسة هو قضاء وقت أكثر لرؤية الحالات في الأجنحة وقمت بتعويضه في سنة الامتياز. للأسف مستوى الطلاب الاكلينيكي متدني عندما نقارنه بأماكن أخرى يعمل الطلاب فيها كأطباء مقيمين بغض النظر عن التخصص الذي يتدربون فيه. والفكرة تكمن في وضع أقصى جهدك لرعاية المريض بالرغم من وجودك كطالب وأتفهم بأن هذا قد لا يكون متاح كثيراً في بيئة التدريب لدينا. لكن لديك خيار الذهاب للمرضى في أي وقت. مع مرور الوقت والتدريب ستدرك/كين أهمية الأسئلة لكل حالة وأهمية هذا الجزء من الفحص عوضاً عن ذاك بناء على كل حالة المهم في البداية أن نكون شموليين قدر الإمكان لأن المعلومات لدينا في البداية محدودة ومع مرور الوقت نبني معلومات أكثر وخبرة إكلينيكية أكثر تجعلنا متمكنين بصورة أكبر أمام مرضانا وأنفسنا ومن حولنا. هذه النقطة ستضيف إليك ليس على الصعيد الإكلينيكي فقط بل حتى الدراسي. رؤية الحالات ستدفعك للقراءة عما ترى من حالات.

    ٦) أحياناً لا تسنح لك الفرصة لقراءة صفحات كثيرة لكن حتى القراءة المستمرة ولو كانت أحياناً بصفحات قليلة ستضيف لك الكثير وستلاحظ/ـين الفرق مع مرور مدة بسيطة مما يشجع على الاستمرار.

    ٧) حين تستغرق جزئية بعينها وقت طويل للفهم في مصدر دائماً بالإمكان الاستعانة بالصور أو مقاطع الفيديو أو الجداول والتي تساعدك في فهم المعلومات بصورة أسرع وبطريقة مختلفة.

    ٨) شرح المواضيع لغيرك سواء بنفس المستوى الدراسي أو أصغر سيعينك على الفهم أكثر. كما يمكن تطبيق ذات الشيء على شرح وتطبيق الفحص السريري. في سنتي الرابعة قمت بعمل جلسات تعليمية لتعليم الفحص الإكلينيكي لأجهزة مختلفة. اقترحتها على الصديقات لتقديمها لطالبات السنة التي تصغرنا. كانت تجربة رائعة وفرصة للتدريب أكثر.

    9) بنك أسئلة UWORLD  مفيد جداً ويحوي شرح وافي للأسئلة في حال الرغبة بمعرفة التفاصيل أكثر فيما يخص pathophysiology, mechanism of actions etc

    10) قضاء أوقات الدراسة بأقل قدر من المشتتات (البرامج أو غيرها) وتحديد مدة معينة وأخذ أوقات استراحة بين كل فترة.

    11) اختيار الأوقات الأعلى إنتاجية للفرد على سبيل المثال في حال كان تركيزك الأعلى يكون في الفترة الصباحية فتكون محاولة استغلال الفترة بذلك. بالنسبة لي كنت أحاول وزن الأمور في حال كان هناك محاضرة أو غيرها غير مهمة أو لن تضيف الكثير لي من الممكن أن أقضي وقت مقتطع للقراءة.

    12) ليس بالضرورة أن تعكس الاختبارات حقيقة مستواك في كل مرة، أنت في مرحلة دراسية من أجل هدف أكبر من اختبار بعينه. دائماً ما كنت أنظر للصورة الأكبر وهي ممارستي للطب مستقبلاً وهذا أمر مهم جداً تذكره للأشخاص الذين يصبون كل تركيزهم على فكرة الاختبار ذاته والذي يجعل هدف دراستك اختبار ينتهي على خلاف حقيقة طريقك في حال اخترت الاستمرار في تخصص بعد سنوات الكلية حينها ستكون فكرة الاختبار وحدها غير كافية للأسف لجعلك طبيب متمكن.

    13) خلق بيئة إيجابية لنفسك، أحد أهم النقاط بالنسبة لي. للأسف أن البيئة في المجال الطبي قد تطغى عليها السلبية من خلال كثرة التذمر وهذا بلا شك قد يؤثر على الإنسان وإنتاجيته وقد يدفعه حتى لأن ينجرف مع ما يقال إن كانت أهدافه غير واضحة وصارمة. ما أفعله منذ أيام مقاعد الدراسة هو الابتعاد عن أي تجمعات تمتلئ بالسلبية حتى وإن كانت ضمن تجمعات الأصدقاء وهذا يشمل الأحاديث الممتلئة بالتذمر والسخط، قد تكون هي ذاتها الأحاديث التي يقضيها البعض اعتقاداً أنها تشفي وهي تصنع العكس تماماً. هذه أحد أهم النصائح بالنسبة لي.

    هذه نصائح كنت دوماً وما زلت في محاولات لتحقيقها، في أحوال أصيب وفي أخرى لا أفعل. المهم أن نستمر دائماً في محاولاتنا وبذل أقصى جهد ممكن في الطريق الصحيح حتى لا نهدر الجهد والوقت دون الفائدة المرجوة.

    في حال كانت هناك أي نصائح في هذا الشأن أسعد بمشاركة الجميع.

    بالتوفيق للجميع 

أضف تعليق

من أنا

شذا المويشير
البورد الكندي في طب أعصاب الكبار أتخصص في طب الأعصاب الطرفية والعضلات. كاتبة: صدر لي كتاب ذاتَ تبَصٌَر في عام ٢٠١٧.

بودكاست عزلة
الكتابة، الترجمة، السفر،التعلم و التعليم الطبي

رسائل إخبارية