يصيبها بالوجع أنها لم تكن أوّل من ولّى وجهه إليه، أنها لم تكن صبره وهو الذي عاهدها أن يلقاها في أيّ لحظة تضيق فيها الحكاية وهي التي ما كانت تحمل في خلدها في يومٍ تردّد لحظة من قبل أن تمتدّ يدها وينطلق فيها لسانها.
يصيبها بالوجع أنها تُركت بجهل بعد وداعها له.
كيف لها أن تخبره أن ما أرّقها أنها لطالما ظنّت أنها أول ملجأ وآمن وطن.
الأوطان تحتضن المرء أولاً، ولم يكن لها أن تفعل ذلك بعد أن سُلبت خصائص الأوطان من بين جوانبها.
هي التي لم تقرأه، لم يطل النظر في عينيها فلم تقرأهما
كيف تخبره أن ألم الخبر عميق وأن وجع الجهل ألم مضاف إلى كمّ الوجع
إنها مشاعر تبغضها النفس وتكره أن تطلع على ما فيها.
إنها لا تصدّق حتى الآن أنها لم تكن الوطن الذي ظنّت دوماً أنها هو.
أضف تعليق