وودعت تلك الرياض على حين صخب
وكنتَ الرسول الذي أرتدي من أمانه، أحتفي بسكونه
وكنتَ الرسول الذي عند باب المطار أودعه دوماً
أقبّل ما بين عينيه شوقاً وأهمس أن الحنين تكالب حتى تغلّب، وأني بتوقٍ أودعه لحظة قربِ نداء
وأنه حين تبصّر فيّ التراجُع.. تراجَع
وأسرع بخطاه ليمضي قبل حلول وهن اشتياق وقبل التأمّل فيما يكون وقبل الذهاب
وأذكر حينها أني مشيت وما زال دمع يعتلي كتفي بعد حُرّ عناق
صديقٌ صفيّ، قريب ببعدٍ، عهدتُّه على أن أكون السلام لقلبه، عهدت عينيه أبداً طريق نقيٌّ لأحاديث نفسه.
ومنذ عرفته أيقنت أنّي لا أتمارى بما بي لرسمه، ومنذ رأيته علمت بأني سأشهد يوم انتصار لقاء
وآمنت أنيَ وطنٌ لقلبه حين رأيته
وودعتُ تلك الرياض بثقل الحنين
وأقسى الوداع إذا ما أُضمِر ميعاد يومِ تلاقٍ وبُعدِ افتراق
ودعت تلك الرياض، ووصيت فيك الرياض، تربّت ليلاً على كتفك، تعانق شوقك حتى أراك هنا أو في أراضي الرياض
شذا
مارس ٢٣ ٢٠٢٠
اترك تعليقًا